فصل: (سورة الزلزلة: آية 3)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

الجامعة الفاذّة:
قيل نزلت هذه الآية في رجلين، وذلك أنه لما نزلت، {وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يطعمه التمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك، ويقول: هذا ليس بشيء يؤجر عليه، إنما نؤجر على ما يعطى ونحن نحبه وكان الآخر يتهاون بالذنب الصغير مثل الكذبة والنظرة وأشباه ذلك، ويقول: إنما وعد اللّه النار على الكبائر، وليس في هذا إثم فأنزل اللّه: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} فإنه سبحانه وتعالى يرغبهم في القليل من الخير أن يفعلوه فإنه يوشك أن يكثر، ويحذرهم من الذنب الصغير فإنه يوشك أن يكبر، قال ابن مسعود: أحكم آية في القرآن هذه الآية، وسمّى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية: «الجامعة الفاذّة» حين سئل عن زكاة الحمير فقال: «ما أنزل اللّه فيها شيئا إلا هذه الآية الجامعة الفاذة».
وتصدق عمر بن الخطاب وعائشة رضي اللّه عنهما كل واحد منهما بحبة عنب، وقالا: كم فيها من مثاقيل الذر. والغرض من ذلك تعليم الغير، وإلا فهما من كرماء الصحابة.
وقال الربيع بن خيثم: مر رجل بالحسن وهو يقرأ هذه السورة، فلما بلغ آخرها قال: حسبي اللّه قد انتهت الموعظة.
- بعض أحكام التمييز:
التمييز نوعان:
أ- تمييز مفرد: وهو ما كان مميزه ملفوظا ودالا على:
1- عدد: مثل: {فتم ميقات ربه أربعين ليلة}.
2- وزن: مثل: (اشتريت رطلا عسلا).
3- كيل: مثل: (بعتك صاعا تمرا).
4- مساحة: مثل: (زرعت هكتارا أرضا).
5- مقياس: مثل: (سرت عشرين مترا).
ويجوز في هذا النوع أن يكون التمييز منصوبا، كما مر في الأمثلة السابقة، أو مجرورا بمن، مثل: (اشتريت صاعا من تمر)، أو مجرورا بالإضافة مثل: (اشتريت صاع تمر). أما تمييز العدد فيأتي مفردا منصوبا مع الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر، مثل قوله تعالى: {إِنِّي رَأَيْتُ أحد عَشَرَ كَوْكَبًا} {فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} و{هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً}. ويأتي جمعا مجرورا، مع الأعداد من ثلاثة إلى عشرة، كقوله تعالى: {سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}. ويأتي مفردا مجرورا مع المائة والألف والمليون، كقوله تعالى: {بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ} {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عامًا}.
ب- تمييز جملة: وهو ما كان مميزه ملحوظا مفهوما من معنى الجملة، وهذا النوع يأتي منصوبا دائما، كقوله تعالى: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا}، {وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}، {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا}، {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}. اهـ.

.قال محيي الدين الدرويش:

(99) سورة الزّلزلة:
مدنيّة.
وآياتها ثمان.
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الزلزلة: الآيات 1- 8]

{إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالها (2) وَقال الإنسان ما لَها (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتًا لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}

.الإعراب:

{إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها} {إذا} ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن معنى الشرط متعلق بـ: {تحدث} وهو الجواب وجملة {زلزلت} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{زلزلت} فعل ماض مبني للمجهول و{الأرض} نائب فاعل و{زلزالها} مفعول مطلق وهو مصدر مضاف لفاعله والمعنى زلزالها الذي تستحقه ويقتضيه جرمها وعظمتها، وقيل {إذا} لمجرد الظرفية والعامل فيها محذوف أي يحشرون وقيل اذكر فهي مفعول به وقراءة العامة بكسر الزاي وقرئ بفتحها فقيل هما مصدران بمعنى واحد وقيل المصدر مكسور والاسم مفتوح.
قال الزمخشري: قرئ بكسر الزاي وفتحها فالمكسور مصدر والمفتوح اسم وليس في الأبنية فعلال بالفتح إلا في المضاعف.
وهذا في الغالب وإلا فقد ورد ناقة خزعال قال في القاموس خزعل الضبع عرج وخمع والماشي نفض رجليه وناقة بها خزعال: ظلع وليس فعلال من غير المضاعف سواه وقسطال وخرطال. وفيه أيضا وزلزله زلزلة وزلزالا مثلثة حركه والزلازل البلايا.
وقال ابن عرفة: الزلزلة والتلتلة واحد والزلازل والتلاتل وأنشد للراعي:
فأبوك سيدها وأنت أشدّها ** زمن الزلازل في التلاتل جولا

{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالها} نسق على ما تقدم، {وأخرجت الأرض} فعل ماض وفاعل و{أثقالها} مفعول به، ووضع الظاهر موضع المضمر لزيادة التقرير وتفخيم هول الساعة، و{أثقالها} مفعول به وهو جمع ثقل بالكسر كحمل وأحمال كما في المختار.
وعبارة الزمخشري جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالا لها.
{وَقال الإنسان ما لَها} الواو عاطفة و{قال الإنسان} فعل وفاعل و{ما اسم} استفهام في محل رفع مبتدأ و{لها خبر}، وفي {الإنسان} قولان:
أحدهما:أنه اسم جنس يعمّ المؤمن والكافر أي يقول الجميع ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع كما يقولون: {من بعثنا من مرقدنا} والثاني أنه الكافر خاصة لأنه كان لا يؤمن بالبعث فأما المؤمن فيقول: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}.
{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها} {يومئذ} ظرف أضيف إلى مثله ومحله النصب على أنه بدل من {إذا} والعامل فيه هو العامل في المبدل منه والتنوين عوض عن جملة أي يوم إذ تزلزل الأرض زلزالها وتخرج الأرض أثقالها ويقول الإنسان ما لها فحذفت هذه الجمل الثلاث وناب منابها التنوين فاجتمع ساكنان وهما الذال والتنوين فكسرت الذال لالتقاء الساكنين وليست هذه الكسرة في الذال بكسرة إعراب وإن كانت إذ في موضع جر بإضافة ما قبلها إليها وإنما الكسرة فيها لالتقاء الساكنين وهذا التنوين يسمى تنوين العوض.
و{تحدث} فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر تقديره هي أي الأرض ومفعول {تحدث} الأول محذوف أي الخلق.
{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها} الباء حرف جر وأن وما في حيّزها في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بـ: {تحدث} والمعنى تحدث أخبارها بسبب إيحاء ربك لها وأمره إياها بالتحديث وأن واسمها وجملة {أوحى} خبرها و{لها} متعلقان بـ: {أوحى} واللام بمعنى إلى وإنما أوثرت على إلى لمراعاة الفواصل وما يتعدى بإلى يجوز أن يتعدى باللام ولا عكس.
{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتًا لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ} {يومئذ} ظرف أضيف إلى مثله بدل من {يومئذ} قبله أو متعلق بـ: {يصدر} أو هو مفعول لأذكر مقدرا و{يصدر الناس} فعل مضارع وفاعل و{أشتاتا} حال من الناس جمع شت أي متفرقين يقال أمر شت وشتات متشتت ومتفرق وهو وصف بالمصدر ويقال جاءوا أشتاتا وجاءوا شتات شتات أي متفرقين والنصب على الحالية، وقال عدي بن زيد:
قد هراق الماء في أجوافها ** وتطايرن بأشتات شقق

و{ليروا} اللام للتعليل ويروا فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام والواو نائب فاعل و{أعمالهم} مفعول به ثان والرؤية بصرية ولذلك عدّيت إلى اثنين لأن أرى يتعدى إلى ثلاث ولام التعليل ومدخولها متعلقان بيصدر {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} الفاء تفريعية ومن اسم شرط جازم مبتدأ و{يعمل} فعل الشرط وفاعله هو يعود على من و{مثقال ذرة} مفعول به و{خيرا} تمييز أو بدل من {مثقال} و{يره} جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والهاء مفعول ير وفعل الشرط وجوابه خبر من والجملة الثانية عطف على الأولى وإعرابها مماثل لإعرابها.
وفي ابن خالويه: وقدم جدّ الفرزدق على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول اللّه أسمعني شيئا مما أنزل اللّه عليك فقرأ عليه {إذا زلزلت...} فلما انتهى إلى قوله: {فمن يعمل مثقال ذرة...} إلخ قال: حسبي يا رسول اللّه».
وحدّثني أبو عبد اللّه عن أبي العيناء عن الأصمعي قال: قرأ أعرابي {فمن يعمل مثقال ذرة شرّا يره} فقدّم وأخّر فقلت له: قدّمت وأخّرت فقال:
خذا جنب هرشى أو قفاها فإنه ** كلا جانبي هرشى لهنّ طريق

وروى هذه النادرة الزمخشري في كشافه أيضا وأضاف: والذرة: النملة الصغيرة وقيل الذر ما يرى في شعاع الشمس من الهباء. وهرشى كسكرى ثنية في طريق مكة عند الجحفة. أي اسلكا أمام تلك الثنية أو خلفها فإنه أي الحال والشأن كلّ من جانبيها طريق للإبل التي تطلبانها، وتكرير لفظ هرشى لتقريرها في ذهن السامع خوف غفلته عنها والمقام كان مقام هداية فحسن فيه ذلك. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الزلزلة:
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض} العامل في {إذا} جوابها وهو قوله تعالى: {تحدث} أو {يصدر}، و{يومئذ} بدل من {إذا}، وقيل التقدير: اذكر إذا زلزلت، فعلى هذا يجوز أن يكون تحدث عاملا في {يومئذ}، وأن يكون بدلا. والزلزال بالكسر المصدر وبالفتح الاسم.
قوله تعالى: {بأن ربك} الباء تتعلق بـ: {تحدث}: أي تحدث الأرض بما أوحى إليها وقيل هي زائدة، وإن بدل من {أخبارها}، و{لها} بمعنى إليها، وقيل {أوحى} يتعدى باللام تارة وبعلى أخرى، و{يومئذ} الثاني بدل، أو على تقدير اذكر أو ظرف لـ: {يصدر} و{أشتاتا} حال، والواحد شت، واللام في {ليروا} يتعلق بـ: {يصدر}، ويقرأ بتسمية الفاعل وبترك التسمية، وهو من رؤية العين: أي جزاء أعمالهم، و{خيرا} و{شرا} بدلان من {مثقال ذرة}، ويجوز أن يكون تمييزا، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الزلزلة:
بسم الله الرحمن الرحيم

.[سورة الزلزلة: آية 1]

{إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (1)}
{إِذا زُلْزِلَتِ} إذا ظرفية شرطية غير جازمة وماض مبني للمجهول {الْأَرْضُ} نائب فاعل {زِلْزالَها} مفعول مطلق والجملة في محل جر بالإضافة.

.[سورة الزلزلة: آية 2]

{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالها (2)}
{وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالها} ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها.

.[سورة الزلزلة: آية 3]

{وَقال الإنسان ما لَها (3)}
{وَقال الإنسان} ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها {ما} اسم استفهام مبتدأ {لَها} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ والجملة الاسمية مقول القول.

.[سورة الزلزلة: آية 4]

{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (4)}
{يَوْمَئِذٍ} ظرف مضاف إلى مثله وهو بدل من إذا {تُحَدِّثُ} مضارع فاعله مستتر {أَخْبارَها} مفعول به والجملة جواب إذا لا محل لها.

.[سورة الزلزلة: آية 5]

{بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (5)}
{بِأَنَّ رَبَّكَ} الباء حرف جر وأن واسمها {أَوْحى} ماض فاعله مستتر {لَها} متعلقان بالفعل والجملة خبر أن والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلقان بـ: {تحدث}.

.[سورة الزلزلة: آية 6]

{يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتًا لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6)}
{يَوْمَئِذٍ} ظرف مضاف إلى مثله وهو بدل من سابقه {يَصْدُرُ النَّاسُ} مضارع وفاعله {أَشْتاتًا} حال {لِيُرَوْا} مضارع مبني للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو نائب فاعل {أَعْمالَهُمْ} مفعول به، والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل يـ: {صدر}.

.[سورة الزلزلة: آية 7]

{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقال ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)}
{فَمَنْ} الفاء حرف استئناف {من} اسم شرط جازم مبتدأ {يَعْمَلْ} مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والفاعل مستتر {مِثْقال ذَرَّةٍ} مفعول به مضاف إلى {ذرة} {خَيْرًا} تمييز {يَرَهُ} مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط والهاء مفعول به والفاعل مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من وجملة من.. مستأنفة لا محل لها.